تعتبر الفقرة الأولى من مقالك محورية؛ فهي فرصتك لترك انطباع دائم. فالمقدمة الفعالة تأسر القارئ وتوفر خارطة طريق لما سيأتي بعد ذلك. الدكتور فريدريك يورث هنا لإرشادك خلال هذه العملية من خلال طريقة بسيطة من 4 خطوات.
فن إشراك بدايات المقالات الجذابة
الخطوة 1: إشراك القارئ
إن البدء بجملة أولى مؤثرة يحدد المزاج العام لمقالك بالكامل. وغالبًا ما يُطلق عليها اسم “الخطاف”، وهي مصممة لإثارة اهتمام القارئ وجذبه. من الضروري تجنب الإسهاب. اختر الوضوح والإيجاز الذي يثير الفضول. على سبيل المثال، فكر في مقال عن تاريخ نظام برايل. بدلاً من مجرد ذكر الموضوع، يمكنك تقديمه على النحو التالي“كان إدخال طريقة برايل بمثابة لحظة تحول في تاريخ الإعاقة“. لا يقتصر هذا النهج على تقديم الموضوع فحسب، بل يقوم بذلك بتأكيد جريء فيما يتعلق بأهميته التاريخية وعلاقاته بالموضوعات المجتمعية الأوسع نطاقاً.
الخطوة 2: توفير السياق
اتبع ذلك بتزويد قرائك بالمعلومات الأساسية التي تساعدهم في فهم وجهة نظرك. قد يشمل ذلك:
- تحديد الخلفية التاريخية أو المجتمعية
- توضيح المصطلحات الرئيسية
- تسليط الضوء على النظريات أو الدراسات ذات الصلة
- عرض وجهات النظر المتنوعة حول قضية ما
ومع ذلك، مارس ضبط النفس. احتفظ بتحليلك المتعمق للقسم الرئيسي للمقال. على سبيل المثال، في سياق طريقة برايل، ابدأ بتوضيح النظام على أنه “آلية الكتابة اللمسية ذات النقاط البارزة التي ابتكرها لويس برايل في فرنسا في القرن التاسع عشر”، ثم وضح بعد ذلك البيئة المجتمعية في ذلك الوقت. خلال عصر كانت فيه الإعاقات مهمشة في كثير من الأحيان، كان العمى منبوذًا بشكل خاص، مما جعل إمكانية الوصول إلى الأدب تحديًا هائلًا. وفي حين لم تكن القراءة عن طريق اللمس جديدة، إلا أن الأساليب القائمة، التي كانت تعتمد في المقام الأول على مبادئ المبصرين، كانت معقدة ومرهقة.
الخطوة 3: تقديم حجتك المركزية
ركز بعد ذلك على توضيح موقفك الأساسي فيما يتعلق بموضوعك من خلال بيان الأطروحة. هذا ليس مجرد تأكيد واقعي بل هو اقتراح يتطلب إثباتًا وتوضيحًا. والغرض منها هو التعبير بوضوح عن وجهة نظرك حول قضية ما أو رؤيتك الأساسية حول موضوع ما، مصحوبة بالأساس المنطقي الذي تستند إليه. وفي سياق نظام برايل، يمكن صياغة جوهر المقال على النحو التالي “لم يكن نظام برايل، كونه نظام الكتابة الافتتاحي المصمم خصيصاً للمكفوفين، مبتكراً فحسب، بل كان له دور فعال في إعادة تشكيل التصورات المجتمعية تجاه العمى.”
الخطوة 4: وضع الخطوط العريضة لمخطط مقالك
في المقالات الموسعة، من المفيد أن تختتم المقدمة بتحديد ما سيشمله كل قسم. فهذا يوفر الوضوح ويوجه القارئ. على سبيل المثال، يمكن تنظيم مقال عن طريقة برايل على النحو التالي:“يتعمق هذا المقال في البداية في الظروف التي واجهها مجتمع المكفوفين في أوروبا في القرن التاسع عشر، يليه سرد مفصل لتطور طريقة برايل، وينتهي باستكشاف تداعياتها المجتمعية والثقافية العميقة.”
لاحظ أنه على الرغم من أن المقدمة توضع عادةً في البداية، إلا أنه ليس من الضروري أن تكتبها أولاً. إذا واجهتك عقبات، فلا تتردد في الانتقال إلى أقسام أخرى والعودة إليها لاحقًا. احرص دائمًا على أن تكون أطروحتك بمثابة البوصلة التي توجهك في رحلة الكتابة. كتابة سعيدة!